(مَثَلُهُمْ) شبههم. (كَمَثَلِ الَّذِي) بمعنى الذين ، دليله سياق الآية نظير قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) ثم قال (أُولئِكَ هُمُ
الْمُتَّقُونَ)[١].
(فَلَمَّا
أَضاءَتْ) النار (ما حَوْلَهُ) يقال : ضاء القمر يضوء ضوءا ، وأضاء يضيء إضاءة وأضاء
غيره : (فَلَمَّا أَضاءَتْ) النار يكون لازما ومتعدّيا.
وقرأ محمد بن
السميقع (ضاءت) بغير ألف. و (حَوْلَهُ) نصب على الظرف.
(ذَهَبَ اللهُ
بِنُورِهِمْ) أي أذهب الله نورهم ، وإنما قال : (بِنُورِهِمْ) والمذكور في أوّل الآية النار ؛ لأنّ النار شيئان
النّور والحرارة فذهب نورهم وبقيت الحرارة عليهم.
(وَتَرَكَهُمْ فِي
ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) : قال ابن عباس وقتادة والضحّاك ومقاتل والسدي : نزلت
هذه الآية في المنافقين. يقول : مثلهم في كفرهم ونفاقهم كمثل رجل أوقد نارا في
ليلة مظلمة في مفازة فاستضاء بها فاستدفأ ورأى ما حوله فاتّقى ما يحذر ويخاف فأمن
، فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره فبقي مظلما خائفا متحيّرا ، كذلك المنافقون إذا
أظهروا كلمة الإيمان استناروا بنورها واعتزّوا بعزّها وناكحوا المسلمين ووارثوهم
وقاسموهم الغنائم وأمّنوا على أموالهم وأولادهم ، فإذا ماتوا عادوا الى الخوف والظلمة
وهووا في العذاب والنقمة.