responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 1  صفحه : 160

(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (١٧) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (١٨) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (١٩) يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠))

(مَثَلُهُمْ) شبههم. (كَمَثَلِ الَّذِي) بمعنى الذين ، دليله سياق الآية نظير قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) ثم قال (أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [١].

وقال الشاعر :

وانّ الذي حانت بفلج دماؤهم

هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد [٢]

(اسْتَوْقَدَ) : أوقد نارا كما يقال : أجاب واستجاب.

قال الشاعر :

وداع دعانا من يجيب الى النّدى

فلم يستجبه عند ذاك مجيب [٣]

(فَلَمَّا أَضاءَتْ) النار (ما حَوْلَهُ) يقال : ضاء القمر يضوء ضوءا ، وأضاء يضيء إضاءة وأضاء غيره : (فَلَمَّا أَضاءَتْ) النار يكون لازما ومتعدّيا.

وقرأ محمد بن السميقع (ضاءت) بغير ألف. و (حَوْلَهُ) نصب على الظرف.

(ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) أي أذهب الله نورهم ، وإنما قال : (بِنُورِهِمْ) والمذكور في أوّل الآية النار ؛ لأنّ النار شيئان النّور والحرارة فذهب نورهم وبقيت الحرارة عليهم.

(وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) : قال ابن عباس وقتادة والضحّاك ومقاتل والسدي : نزلت هذه الآية في المنافقين. يقول : مثلهم في كفرهم ونفاقهم كمثل رجل أوقد نارا في ليلة مظلمة في مفازة فاستضاء بها فاستدفأ ورأى ما حوله فاتّقى ما يحذر ويخاف فأمن ، فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره فبقي مظلما خائفا متحيّرا ، كذلك المنافقون إذا أظهروا كلمة الإيمان استناروا بنورها واعتزّوا بعزّها وناكحوا المسلمين ووارثوهم وقاسموهم الغنائم وأمّنوا على أموالهم وأولادهم ، فإذا ماتوا عادوا الى الخوف والظلمة وهووا في العذاب والنقمة.


[١] سورة البقرة : ١٧٧.

[٢] كتاب العين : ٨ / ٢٠٩ ، بدل (بفلح) كلمة (بفلج)

[٣] لسان العرب : ١ / ٢٨٣.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست